منحة ربانية أساء فهمها البشر رغم أن الله خلق لهم عقولا تميزهم عن بقية المخلوقات.
لو نقرأ في تاريخ القدماء وحتى تقاليد المجتمعات الجاهلة نجد عدة ترجمات لهذه الفطرة التي قدرها الله على النساء، سأخبركم عن بعضها:
«الدم الشهري هو انتقام الطبيعة من فشل الأنثى في خلق كائن جديد»
وعند بعض الهندوس:
«لا تثق في أي كائن حي ينزف سبعة أيام كل شهر ولا يموت»
وفي بعض الكتب:
«تنزف المرأة كل شهر لأنها كائن لعين، ويجب هجرها ويحرم لمسها أو إطعامها بل يجب أن تتدارى عن الناس وتطعم نفسها بنفسها».
وعند بعض الحضارات القديمة:
كانت المرأة تترك في الصحراء مع بعض الأكل حتى تنتهي هذه الفترة معتقدين أنه نزيف لولد شيطاني تريد الآلهة تخليص المرأة منه.
وكثير من الخزعبلات التي أودت بحياة كثيرات فقط بسبب الجهل.
وليومنا هذا وحتى الفئة الواعية لا تدرك خطورة هذه الفترة وما يترتب عنها من مشاكل صحية ونفسية خطيرة آن هي عُوملت بإهمال وجهل.
يظل هذا الموضوع محرما ذكره والحديث عنه ونقاشه وتعليمه اعتقادا أن هذا “عار” و “عيب” وشيء يجب كتمه وإخفاؤه والتظاهر بأنه لم يحصل.
مع أن الله تعالى كان واضحا صريحا في آياته القرآنية حين عالج الأمر وكذلك فعل نبيه الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم حين علم النساء كيف يتعاملن مع هذا الوضع وذكره للتفاصيل الدقيقة التي يتظاهر البعض بالخجل عند شرحها مع أنه ما من ضرورة لهذا الحياء الزائف في أمر صحي وقضية علمية.
سأكون علمية أكثر في هذا المقام وأشرح لم كتبت حول الأمر.
من الفتيات من تستحي حتى سؤالا حول هذا الشأن وكثير من الرجال يجهل عن المسألة معتقدا أنها لا تهمه.
هل صادف أن رأيت مزاج أختك معكرا جدا، أو أمك مصابة باكتئاب حاد دون مبرر، أو رأيت على زوجتك فرط طاقة وحاجة للأكل على غير طبيعتها، هل لاحظت قلقا وحدة في الكلام وانزعاجا من أي شيء إو دون سبب، هل لاحظت أن زوجتك تحاول افتعال المشاكل معك دون سبب.
قد تكون في فترة هذه الدورة أو بقي أيام وتزورها!
سبب كل هذا هو الخلل الهرموني الذي يطرأ على المرأة في هذه الفترة بسبب الانفجار الدموي داخل الرحم (منطقة غاية الرقة اللحمية والحساسية).
ولهذا سنتطرق لنقاط علمية حول سيكلوجية المرأة في هذه الفترة:
في الإصدار الرابع لـ ( APA) مختصر American Psychiatric Association الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين؛ في بند:
(التشخيص الاختصاصي للاضطرابات النفسية):
• تشخيص الاضطرابات النفسية المرافقة للدورة الشهرية يعتمد على وجود عدد من الأعراض، أكثرها شيوعا:
1. شعور بالإكتئاب.
2. شعور باليأس والتشاؤم.
3. عدم استقرار المزاج.
4. شعور مفاجئ بالحزن والبكاء.
5. الحساسية الزائدة.
6. قلة الاستمتاع بنشاطات الحياة اليومية.
7. نخفاض شهية الأكل؛ وقد تكون هناك رغبة في أطعمة محددة؛ أو كراهية أطعمة كانت محببة.
8. خمول وكسل لا إرادي بسبب آلام المفاصل.
9. نقص الطاقة.
10. أرق ليلي وزيادة النوم النهاري.
11. شعور بالقلق والتوتر.
12. عدم الراحة.
13. الغضب وسرعة الانفعال.
14. فقدان السيطرة على الأعصاب.
15. صعوبة التركيز والانتباه.
أبسط أعمال البيت أو المشاغل تصبح حملا ثقيلا ومتعبا للمرأة في هذه الفترة، وقد تقصر فيه أو لا تحسن العمل إطلاقا.
وبناء عليه…
يجب مراعاة الفتاة (أخت، أم، بنت، زوجة، خطيبة، مرأة لا تعرفها…) في هذه الفترة.
أليس من الرفق محاولة مساعدتهن والتخفيف عنهن ولو قليلا بعدم تكليفهن بالأعباء ومحاولة القيام بما أمكن لاشعارهن بالأمان ومنحهن راحة ليتعافين من جرح ينزف لأيام.
يفضل ألا يناقش الرجل مع زوجته أمورا حياتية مهمة أو قرارت مصيرية فهي عموما لن تفكر بتركيز ولن تكون ذات مساعدة حقيقية نظرا للاضطراب الذي تمر به.
وأشارت كثير من العيادات النفسية أن نسبة الاضطرابات النفسية التي تأتيهم تكون قد وقعت في فترة الدورة بسبب الضغوط وعدم المراعاة في هذه المرحلة.. وخاصة المراهقات التي يدخلن هذه المرحلة ويكون جدا صعبا عليهن تقبل الأمر أو التعامل بسهولة معه.
كتبت هذا المنشور لأنني لاحظت تفاقما كبيرا في حالات نفسية لصديقات وفتيات وأمهات وسيدات لا يتم معاملتهن برفق ولا تفهم حالتهن وغالبا ما يتم تقزيم هذا الموضوع والسخرية منه.
لدرجة أن رجلا جاهلا تسبب في تعفن رحمي لزوجته لأنه مارس معها علاقة في هذه الفترة وهو أصلا محرم في الدين وممنوع طبيا لأن المرأة تعيش بجرح مفتوح وخطير جدا.
ومن الناس من إذا تنبهه يتهمك بقلة الحياء وهو لا يستحي أن يؤذي أم أطفاله.
هذا أمر فطري طبي علمي ناقشته بأريحية وحرص وهدفي هو تبليغ رسالة وتصحيح مفاهيم.
يمكنكم البحث أكثر في عدة مواقع وكتب علمية وطبية وأخرى شرعية لتستوعبوا المسألة بدل الاكتفاء بأقوال الأولين الجاهلين.
ما سمعته من حكايات من الجدات يدمي العيون لشدة ألمهن وتعذبهن في ذلك الحين، ولم يشعر بهن أحد.
الله حين خلق المرأة وجعلها تمر بهذه الحالة كان عادلا محبا، البشر فقط من عقدوها وجعلوها موضوعا محرما.
ولو ناقشني أحد الجاهلين بوقاحة لقلت له: لو لم تمر أمك بهذه الدورة لما خٌلقت أنت.
ولعلمكم، المرأة لا تحتاج لحجامة، بل يحتاجها الرجل لأن جسدها يتطهر من الدم الفاسد كل شهر، بينما ما للرجل حيلة إلا الحجامة.
فـ congratulations
طهورا إن شاء الله لكل سيدة متعبة وشفاكن الله.
للرجال: رفقا برحم أنجبتك، رفقا برحم تنجب ولدك، رفقا برحم هي أمانة لرجال آخر ….