منذ عام 1952 كان متحف الغيبيات The Warrens’ Occult Museum في مونرو كونيتيكت بنيو انغلاند مكاناً لمجموعة غريبة من القطع الأثرية الغامضة ، حيث يضم ذلك المتحف غير التقليدي عدد كبير من الدُمى والأصنام والتماثيل الشيطانية وأشياء أخرى غاية في الغرابة والرعب ، ولكن الشيء الأكثر غرابة وشراً وعدائية على حد سواء في ذلك المتحف هو دُمية تأخذ شكل طفلة صغيرة بسيطة وجميلة بشعر أحمر وعيون كبيرة ربما يحبها الكثير من الأطفال عند رؤيتها.
أضيفت للمتحف في عام 1970 وتلك الدمية غير العادية هي موضوعنا اليوم والتي يطلق عليها إسم انابيل ، عندما تنظر إلى انابيل على الأرجح لن تشعر بأي شعور سلبي ، فهي دمية عادية بشكل بسيط للغاية ، لكن في الواقع أن تلك الدمية بداخلها روح شريرة للغاية ذات طبيعة إنتقامية ،
والقائمون على المتحف يعتقدون أن لديها القدرة على القتل ، فهي تقتل وتؤذي كل من لا يحترمها وهي مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص قاموا بزيارة المتحف من الذين أظهروا نوعاً من السخرية وعدم الإحترام لها ، انابيل حتى يومنا هذا لا تزال موجودة في ذلك المتحف وقد وضعت بداخل صندوق خشبي مع الصليب المقدس مع لوحة مكتوب عليها عبارة تحذير لا تفتح ، ووراء تلك الدمية قصة ، تتعرفون عليها اليوم ….
قبل أن نبدأ تفاصيل القصة يجب أن ننوه بأننا لا نتحدث عن شيء من نسج الخيال ولا أسطورة تناقلت عبر الأجيال وإنما عن قصة حقيقية واقعية تقشعر لها الأبدان حدثت قبل أقل من 40 عاماً من الآن ، ونحن نعتقد بأن هذه القصة سوف تخيفكم بالقدر الكافي في هذه الليله ، في الواقع شارك في أحداث هذه القصة الحقيقية فتاتين وشاب وعدد من رجال الدين علاوة على المحققين الشهيرين “إد” و “لورين وارن” وهم اثنين من أشهر مُحققي الخوارق المرموقين وأصحاب الخبرة في الولايات المتحدة والذين اعتبروها واحدة من أكثر الحالات غرابة ورعباً على الإطلاق …..
تفاصيل القصة.
بداية هذه القصة كانت في عام 1970 حين أهديت فتاة إسمها “دونا” هدية من والدتها كانت عبارة عن دمية إشترتها لها من أحد المتاجر في عيد ميلادها ، حيث كانت دونا تدرس التمريض في ذلك الوقت وكانت طالبه في الكلية وتستعد للتخرج ، وكانت “دونا” تقيم في منزل صغير برفقه صديقتها “إنجي” التي كانت طالبه معها ايضاً في نفس الكلية.
واحتفلت دونا مع إنجي بمناسبة عيد الميلاد وكانت سعيدة جداً بهدية والدتها ، “دونا” كانت تضع الدمية الجديدة على سريرها في كل مرة عندما تذهب صباحاً إلى الكلية كنوع من التذكير لنفسها لحبها وامتنانها لوالدتها ، ولكنها لم تكن تعلم أن تلك الدمية لم تكن دمية عادية ، حيث بعد بضعة أيام عندما عادت الفتاتين كالعادة من الكلية إلى المنزل لاحظت “دونا” شيئاً غريباً ، وهو أن الدمية تحركت من مكانها ، في البداية لم تعر “دونا” الكثير من الإهتمام لهذا الأمر مع غرابته إلا أنها في وقت لاحق استدركت أنها كانت تلاحظ حركات غريبة في الدمية كأن يتغير موضع القدم أو اليد ! إلى أن أصبحت حركات الدمية تميل للوضوح أكثر وكانت في كل يوم تقريباً عندما تعود من الكلية للمنزل تجد الدمية في وضع مختلف عن ما أبقتها عليه ! وأدركن الفتيات سواء “دونا” أو “إنجي” أن هناك شيء ما غريب وغير مفهوم يحدث في المنزل وأصبحن يشعرن بالقلق والخوف حول تحركات هذه الدمية الغير مفهومة ، فكيف لدمية أن تتحرك ويتغير مكانها وموضعها بهذه الطريقة ومن تلقاء نفسها ! في الواقع كانت “دونا” قد سألت إنجي عن ما إذا كانت هي من يحرك الدمية ، ولكن إنجي انكرت ذلك تماماً وقالت إنها لم تلمسها على الإطلاق ، ولكن كل ما مر الوقت تكون تحركات الدمية أكثر وضوحاً وأكثر غرابة ، مكان الدمية ووضعها يتغير في نفس غرفة نوم “دونا” عندما تكون على سريرها حيث تكون في وضع أو مكان مختلف تماماً عن التي قد تُركت عليه ، ثم في يوم آخر عثروا على الدمية في غرفة أخرى حيث أصبحت تحركات الدمية أكثر رعباً ، كانت في مره تجلس على الأريكه ، وأحياناً أخرى يجدونها قائمة تبدو وكأنها واقفه على قدميها وفي مرة أخرى تتكئ على كرسي في غرفة الطعام ! عجيب أمر هذه الدمية ، ولكن يبدو أن قدرات الدمية لا تتوقف عند ذلك الحد ، لأنه في مرة عندما عادت “دونا” من الكلية لمنزلها ودخلت غرفتها وجدت قصاصات من أوراق مكتوب عليها بقلم رصاص عبارة Help me وفي مره Help Us بمعنى ساعدوني أو ساعدونا ! ملقاة على الأرض بجانب سريرها ! أثناء هذا الحدث الغريب شعرت دونا بالخوف والصدمة وكانت في غاية الدهشة مما يحدث ، مع أن الفتاتين حاولن إيجاد التفسيرات المنطقية حول ذلك واعتقدن أنه ربما شخص ما قد دخل إلى المنزل وكتب تلك العبارات ، أو أن أحد ما ألقى بالأوراق من خلال النافذة ، ولكن في قرارة أنفسهن كّن يدركن تماماً أنه لا أحد هناك غير هذه الدمية ..
ومع ذلك حاولت دونا و إنجي التعايش مع هذه الأوضاع والأحداث الغريبة التي بدأت تحدث منذ أن جائت تلك الدمية إليهن ، إلى أن جاء يوم وجدت دونا الدمية مُلقاة على الأرض وعندما تفقدتها رأت قطرات دم فعلية على ظهرها ويديها وصدرها وكأن ذلك الدم قد خرج من جسد الدمية نفسها ! فكيف لدمية مصنوعة من قماش أن يخرج منها الدم ! ذلك أشعر دونا وإنجي بالخوف والفزع الشديدين ، وعند هذا الحد قررت دونا أن تلتمس مشورة الخبراء وإحضار وسيطة روحانية إلى المنزل للنظر في أمر تلك الدمية خوفاً من أن يكون هنالك قوة شريرة أو خبيثة في المنزل .
انابيـــل.
روح انابيل هيغنز.
وبعد عدة أسابيع من الأحداث الغريبة التي عاشت فيها الفتاتين مع تلك الدمية ، وبالتحديد بعد الحادثتين الغير قابلة للتفسير ، ظهور الدماء من جسد الدمية والكتابة على الأوراق ، عند ذلك قررت “دونا” كما ذكرت الإتصال بوسيطة روحانية لتأتي إلى المنزل لحل ذلك اللغز ، وبالفعل جائت الوسيطة الروحانية إلى المنزل واستمعت لقصة الفتاتين ، وخلال جلسة التحضير كشفت تلك الجلسة عن روح إسمها “انابيل هيغنز” حيث تحدثت تلك الروح من الدمية بشكل مباشر وقالت أنها روح لفتاه تبلغ من العمر 7 سنوات وأنها توفيت مقتولة وعثر على جثتها الهامدة في ميدان يقام عليه مجمع سكني قريب من منزل دونا ، وقالت الروح أنها شعرت بالراحة مع الفتيات وتريد البقاء والتواصل معهن ، والغريب أن تلك الروح بعد أن تحدثت من الدمية أعطت شعوراً بالتعاطف لدونا وإنجي بعد أن استمعن إلى قصتها خلال جلسة التحضير ، عند ذلك قالت الوسيطة الروحانية للفتاتين أنه لا بأس من أن تبقى معهن بشرط أن يتم معاملتها باحترام تام وأن يتم معاملتها كأنها إنسانه حقيقية ، وبالفعل بقيت الدمية معهن وأصبحت تُعامل كأنها طفلة بشرية حقيقية ، فكن يلعبن معها ويلاطفانها ويمزحن معها ، حتى في وقت الطعام يقمن بتقريب الطعام إليها ويتحدثن معها ، ولكن في الواقع فإن هناك شخص آخر من أبطال القصة لم يكن مقتنعاً ، حيث في يوم جاء إلى المنزل صديق “دونا” وهو شاب يدعى “لو” حيث شاهد الدمية في المنزل وبعد إخباره عن قصتها رفض “لو” تصديقها تماماً بل كان يسخر بالفكرة والقصة بأكملها ، حتى أنه أصبح يشتم الدمية بنوع من الاستهزاء والضحك ، عند ذلك حدث منعرج خطير في القصة .
في ليلة كان “لو” في منزل صديقته دونا ، وعندما ذهب إلى النوم تعرض لكابوس مرعب واصفاً إياه بأنه شيء ثقيل للغاية جثم على صدره وكان يتجه بيديه بالقرب من وجهه ويقوم بالضغط بقوه على رقبته محاولاً خنقه وقام ذلك الشيء بخنقه بالفعل حتى كاد أن يلفظ “لو” أنفاسه الأخيرة ، ثم وضع ذلك الشيء الجاثم عليه مخالبه في صدره وخدشه بعدة خدوش مؤلمة ، واستيقظ “لو” فزعاً وهو يلهث وبالكاد يستطيع أن يتنفس ، وعندما فك إزرار قميصه وجد آثار حقيقية لأظافر مع سبعة خدوش على صدرة ، والغريب أن “لو” عندما استيقظ من هذا الكابوس المرعب وجد انابيل أمامه تجلس على كرسي وكأنها تحدق إليه ، الغريب كذلك أن الخدوش التي كانت بصدر “لو” اختفت بعد ساعه من الوقت ، أصبح لدى الجميع الآن قناعة أن هذه الدمية تحمل روح شريرة وأصبح الجميع يشعرون برعب وخوف حقيقي من انابيل ،
أقرا ايضا في موقع لحن الحياة
كيف تحافظ على صحتك النفسية عند التعامل مع الآخرين؟
لماذا تضحى على حساب نفسك من أجل الأخرين
لأن الدمية اصبحت أكثر غرابة في تصرفاتها وتتعامل بطريقة مرعبة مع الجميع ، ومن ذلك أنه في اليوم التالي كانت دونا نائمة واستيقظت فجأة بعد منتصف الليل وسمعت أصوات صادرة من الدمية حيث كانت تغني وتترنم بترانيم غريبة وغير مفهومة ، وكذلك في نفس ذلك اليوم دخلت إنجي إلى الحمام ووجدت انابيل بداخله تجلس أمامها وفي يدها سكين صغيرة عليها آثار دماء وكأنها تنظر إليها وقالت لها “تريدين أن نلعب ؟”
في الواقع تسببت كل تلك الأحداث المرعبة لدونا وإنجي وبالتحديد الأحداث الأخيرة مع الدمية بالإعتقاد أخيراً أن طبيعة الدُمية عكس ما قالت لهما الوسيطة الروحانية ، وأنها ليست مجرد روح لطفله وأنه يجب التخلص منها على الفور ،
عند ذلك قامت دونا وإنجي بالإتصال بأسقف الكنيسة القريبة منهن وكان يدعى “الأب كوك” وأدرك الأسقف بعد سماعه للقصة أن الأمر خطير بالفعل ويحتاج إلى خبراء في هذا المجال على وجه السرعة ،
وقام بدوره بالإتصال بصديقه الخبير والمحقق في الخوارق “إد وارن” وطلب منه التحري والإهتمام بالقضية وبعد ذلك حضر “إد وارن” بالفعل هو وزوجته وهي كذلك الخبيرة ومحققة الخوارق ذائعة الصيت “لورين وارن” برفقة الأب كوك ، وسمع الزوجان كامل القصة من البداية إلى النهاية من دونا وإنجي حيث أن الفتاتين قلن لهم أنهن أصبحن يشعرن الآن بالخطر الحقيقي الذي يهدد حياتهن بسبب وجود هذه الدمية في المنزل ، وفي الواقع أدرك “إد و لورين وارن” على الفور أن شيء ما غير عادي بداخل تلك الدمية ، وقرروا أخذها معهم ، لكن يبدو أن انابيل لم تكن تريد الذهاب ، فعندما تم أخذها ووضعها بالسيارة تعرضت السيارة اثناء سيرها للإنحراف والرجيج من مصدر