أجمل قصة تعليمية وهادفة يمكن أن ترويها لطفلك
ـ تحتل القصص مكانة مهمة في تربية الأطفال كونها قريبة إلى نفوسهم وجذابة ومشوقة بالنسبة لهم، لذا يفضل الكثير من الآباء والمعلمين استخدام القصة كوسيلة تربوية لتوجيه القيم والأخلاق والمعلومات التي يردون إيصالها للأطفال بدلاً من إلقائها على مسمعهم بشكل مباشر وبذلك لا يحقق المربي هدف إيصال الفكرة فقط بل يحقق هدفاً آخر أهم من ذلك هو ترسيخ الفكرة في عقل الطفل لمدة طويلة جداً من خلال أسلوب لطيف وبسيط ومحبب للطفلة.
قصة عن حاجات النباتات
محمد ٌ طالبٌ في الصفِ الثاني محافظٌ على الصلواتِ الخمسِ مجدٌ ومؤدبٌ يحبُ جدَته و يحترمُها ويزورُها باستمرارٍ، وفي هذهِ السنةِ محمدٌ صامَ شهرَ رمضانَ كلَه لذلكَ قررتِ الجدةُ أنْ تقدمَ لهُ هَدِيةً مُمَيزةً، فَكْرتِ الجدةُ في نفسِها وقالتْ: محمدٌ يحبُ النباتاتِ والأزهارَ سأُقَّدمُ لَهُ نَبْتَةً جَميلةً، وعِنْدما جاءَ محمدٌ ووالديهِ لزيارةِ الجدةُ، رَحبَتْ بهِ وحَضَنَتْهُ وقالتْ لَهُ: لَقَدْ حَضَّرْتُ لكَ مُفاجَأةً رائِعةً، رَدَّ محمدٌ: ما هي يا جدّتِي؟ أَجَابتِ الجدةُ: إنها نبتةٌ جَميلةٌ وصغيرةٌ مثلكَ، قامَ محمدٌ وقَبَّلَ يدَ جدتِه وقالَ: أنا سعيدٌ جداً يا جدّتي، وأَعِدُكَ أنْ أعتَنِيَ بِها حَتْى تَكْبُر وتُزْهِرْ ، و بعدَ انتهاءِ الزيارة عادَ محمد إلى البيتِ حامِلاً مَعْهُ نَبْتَتَهُ الصغيرةَ،
إقرأ أيضاً في لحن الحياة
ولشِدةِ حرْصِهِ عَلَيْها قامَ بِتغلِيفِها في الكيسِ ووضْعِهَا في الصُنْدُق لِكي يحافظَ عَلَيها منَ الأذى، وفي كُلِ يَومٍ كانَ محمدٌ يعودُ من مدْرَسَتهِ كَانَ يُقَبِّلُ والِدَتَهُ ويتناوَلُ غَدَاءَهُ ويَكْتُبُ وظائِفَهُ ومُبَاشرةً يَذْهَبُ لِيتفقدَ نبْتتهُ، ومَضْى على هذا الحَالِ أسْبُوعَين لكن الغَريبَ أنَّ النَبْتتةَ في كُلِ مَرّةٍ تَبْدو أَشْحبَ من قَبْلِها ، وفي أحَدِ الأَيَّامِ فَتَحَ محمدٌ الصُنْدُوقَ لِيَجِدَ نَبْتَتَهُ الصغيرةَ ذَابِلةٌ ومُصْفَرةٌ، حَزِنَ محمدٌ على نَبْتَتِهُ وبَدَأَ يَبكِي بِصَوتٍ عَالٍ فَسَمِعَتْ والِدَتَهُ بُكَاءَهُ، و دَخَلَتْ غُرْفَتَهُ و سَأَلَتٰهُ: لِمَاذا تَبْكِي يا صَغِيري؟ أجابَ: انْظُرِي يَا أُمُي، نبْتَتَي الصَغِيرةُ ذَبُلَتْ واصفّرتْ، قالتِ الأُمُ: وهلْ كانَتِ النَبْتةُ في الصُندُوقِ طَوَالَ هذهِ المُدة؟ أجَابَ محمدٌ: نعمْ يا أُمي.
قالتِ الأُمُ: ألا تَعلمُ يا عزيزي أنَّ النَبْتتةَ كائِنٌ حيٌ مِثلُنا، تَخْتَاجُ إِلى الغِذَاءِ لِكَي تَعِيشَ و تنْمُو، قال محمدٌ: هل كانَ عَلَيَّ أَنْ أُطْعِمَها مِن طَعَامي؟ ابْتسمتِ الأُمُ وقَالتْ: لا بِالطَبْعِ يا عَزِيزي، النَبَاتاتُ لا تَحتَاجُ الطَعامُ بلْ تَحْتاجُ الهواءَ لِتَتَنَفسَ و الماءَ لِتَشْربَ وضَوْءَ الشَّمسِ وبَذلكَ يُمْكِنُها أنْ تَصْنَعُ غِذْاءَها بِنَفسِها وتَنْمُو وتَكْبُر وأنْتَ حينَ وَضَعْتَها في الصُنْدُوق حَرَمتَها الحَاجَاتُ التي تَصْنَعُ مِنْها غِذْاءَها، فَقَالَ محمدٌ: هَل سَتحْزَنُ جَدَتي لِمَوتِ نبْتَتَي الصَغيرةُ؟ قَالتِ الأُمُ: لا يا بُنَيّ، وسَأُحضِرُ لَكَ نَبتتةً جَديدَةً، قَالَ محمدٌ: وسأَضَعُها في مَكانٍ يَصِلُهُ ضَوءُ الشَمسِ وسَأَسْقيها بالماءِ على الدوامِ حتى تَكْبُرَ وتُزْهِرَ، وسَأُرِيها لِجدَتي، قَالتِ الأُمُ: أَجَلْ يا صَغِيري وسَتَفْرَحُ الجَدَةُ بِها كَثيراً.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين.