من روائع القصص الإسلامية
من روائع القصص الإسلامي كتاب مميز جمع العديد من القصص التي حدثت مع الصالحين للدكتور عمر سليمان عبد الله الأشقر، وقد جمع الدكتور في هذا الكتاب العديد من القصص عن العشق والفراسة والتفاؤل وغيرها..ولم يغفل الكاتب عن تدوين مصدر كل قصة ، إليكم قصص منوعة مأخوذة منه.
هارون الرشيد ومحمد بن الحسن
ـ في يوم من الأيام دخل هارون الرشيد إلى مجلسه فقام له الناس إلا محمد بن الحسن فإنه لم يقم وكان الحسن بن زياد معتل القلب على محمد بن الحسن، فقام، ودخل، ودخل الناس من أصحاب الخليفة، فأمهل الرشيد يسيراً ثم خرج ، فقام محمد بن الحسن، فجزع أصحابه
له، فأدخل، فأمهل، ثم خرج طيب النفس مسروراً، قال: قال لي: ما لك لم تقم مع الناس؟ قال: كرهت أن أخرج عن الطبقة التي جعلتني فيها، إنك أهلتني للعلم، فكرهت أن أخرج إلى طبقة الخدمة التي هي خارجة منه، وإن ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ. مقعده من النار»، وإنه إنما أراد بذلك العلماء، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك
فهو هيبة للعدو، ومن قعد اتباعاً للسنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم.. قال: صدقت يا محمد، ثم شاورني، فقال: إن عمر بن الخطاب صالح بني تغلب على ألا ينصروا أولادهم، وقد نصّروا أبناءهم، وحلت بذلك دماؤهم، فما ترى؟ قال: قلت: إن عمر أمرهم بذلك، وقد نصروا أولادهم بعد عمر، واحتمل ذلك عثمان، وابن عمك، وكان من العلم بما لا خفاء به عليك، وجرت بذلك السنن،فهذا صالح من الخلفاء بعده، ولا شيء يلحقك في ذلك، وقد كشفت لك العلم ورأيك أعلى، قال: لا، ولكنا نجريه على ما أجروه إن شاء الله، إن الله جل اسمه أمر. نبيه بالمشورة تماماً لما به من الأخلاق التي جعلها الله له، فكان يشاور في أمره، فيأتيه. جبريل بتوفيق الله، ولكن عليك بالدعاء لمن ولاه الله أمرك، ومر أصحابك بذلك،. وقد أمرت لك بشيء تفرقه على أصحابك، قال: فخرج له مال كثير، ففرقه».
إقرأ أيضاً في لحن الحياة
قصة تعليمية للأطفال عن الضرب بالعاملين صفر وواحد
التعلم عن بعد..بين الإيجابيات والسلبيات
قصة دهاء عمارة بن حمزة في مجلس المنصور
ـ ذات يوم دخل عمارة بن حمزة على المنصور فأجلسه المنصور في صدر المجلس فقام أحد الرجال وقال:
مظلوم يا أمير المؤمنين قال المنصور : من ظلمك؟ قال: عمارة بن حمزة الذي أجلسته في صدر المجلس, غصب لي ضيعة. فقال المنصور: قم يا عمارة, واستو مع خصمك في المحاكمة, واجلس عنده. فقال عمارة: ما هو خصمي يا أمير المؤمنين. قال: وكيف ذلك؟. قال: إن كانت الضيعة له, فلا أنازعه فيها, وإن كانت لي فقد وهبته إياها وهي ملكة دون ملكي ولا أقوم من مجلس شرفني به أمير المؤمنين. قال: فاستحسـن المنصـور فعلـه, واسترجح عقلـه.
قصة عن شهامة العرب
ـ يحكى أن امرأة تقدمت إلى القاضي فادعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار. فأنكره فجاءت ببينة تشهد لها به فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا فلما صمموا على ذلك قال الزوج: لا تفعلوا, هي صادقة فيما تدعيه, فأقر بما ادعت ليصون زوجته عـن النظر إلى وجهها, فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه, وأنه إنما أقر ليصـون وجهها عن النظر: هو في حل من صداقي عليه في الدنيا والآخرة.
قصص عن الدعاء المستجاب
ـ حكي أن البخاري كان مستجاب الدعوة، ومن ذلك دعاؤه على سلطان بلاده، وهو خالد بن أحمد الذهلي، فقد أراده أن يأتيه في داره حتى يسمع أولاده عليه، فأبى البخاري، وقال: في بيته يؤتي العلم والحكم. فبقي في نفس الأمير من ذلك شيء، فاهتبل الفرص، ونفى البخاري من بلده
لما تكلم بعض حاسديه فيه، واتهمه بأنه يقول: لفظي في القرآن مخلوق، وإنما نفاه لحبة العامة للبخاري وإقبالهم على السماع منه، فأراد أن يصرفهم عنه، فخرج
البخاري ودعـا على السلطان خالد بن أحمد، فلم يمض شهر حتى عـزل ذلك السلطان، وزال ملكه، وسجن في بغداد حتى مات.
ـ وحكي بقي بن مخلد أنه كان مجاب الدعوة وفي يوم جاءته امرأة فقالت: إن ابني أسرته الإفرنج، وإني لا أنام الليل من شوقي إليه،. ولي دويرة أريد أن أبيعها لأستفكه، فإن رأيت أن تشير على أحد يأخذها لأسعى في فكاكه بثمنها، فليس يقر لي ليل ولا نهار، ولا أجد نوماً ولا صبراً ولا قراراً ولا راحة . فقال: نعم انصرفي حتى أنظر في ذلك إن شاء الله. وأطرق الشيخ وحرك شفتيه يدعو الله عز وجل لولـدهـا بالخلاص مـن أيـدي الفرنج، فذهبت المرأة فما كان إلا قليلاً حتى جاءت الشيخ وابنها معها، فقالت : اسمع خبره يرحمك الله. فقال: كيـف كـان أمرك؟ فقال: إني كنت فيمن تخدم الملك ونحن في القيود،
فبينما أنا ذات يوم أمشي إذا سقط القيد من رجلي، فأقبل علي الموكل بي، فشتمني، وقال: لم أزلت القيـد مـن رجليك؟ فقلت: لا والله ما شعرت به، ولكنه سقط ولم
أشعر به، فجاؤوا بالحداد فأعادوه، وأجادوه وشدوا مسماره وأبدوه، ثم قمت فسقط. أيضا، فأعادوه وأكدوه فسقط أيضا، فسألوا رهبانهم عن سبب ذلك، فقالوا: له
والدة؟ فقلت: نعم، فقالوا: إنها قد دعت لك، وقد استجيب دعاؤهـا أطلقـوه،. فأطلقوني وخفروني حتى وصلت إلى بلاد الإسلام، فسأله بقي بن مخلد عن الساعة
التي سقط فيها القيد من رجليه، فإذا هي الساعة التي دعا فيها الله له ففرج عنه..
فراسة كعب بن سور
ـ روي أنه في يوم من الأيام جاءت عمر بن الخطاب امرأة، فشكرت عنده زوجها وقالت: «هو من خير أهل الدنيا، يقوم الليل حتى الصباح، ويصوم النهار حتى يمسي، ثم أدركها الحياء، فقال: جزاك الله خيراً، فقد أحسنت الثناء». فلما ولت، قال كعب بن سور: «يا أمير المؤمنين، لقد أبلغت في الشكوى إليك،. فقال: وما اشتكت؟ قال: زوجها قال: علي بهما، فقال لكعب: اقض بينهما، قال: أقضي وأنت شاهد؟ قال: إنك قد فطنت إلى ما ألم أفطن له، قال: إن الله تعالى يقول: « فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع »
صم ثلاثة أيام، وأفطر عندها يوماً، وقم ثلاث ليال، وبت عندها ليلة، فقال عمر: هذا أعجب إلي من الأول»، فبعثه قاضياً لأهل البصرة، فكان يقع له في الحكومة من الفراسة أمور عجيبة، وكذلك شريح في فراسته وفطنته.
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين.
[…] أجمل القصص الإسلامية […]