ترأس براين دايسن الإدارة التنفيذية في شركة كوكا كولا لحوالي٣٥ عاماً، وهو أمريكي تعود أصوله للأرجنتين، خريج جامعة هارفرد في اختصاص إدارة الأعمال، و قد تلقى تعليمه في جامعة بوينس آيرس الأرجنتينة.
في مرّة من المرّات ظهر دايسون في خطاب مؤثر له لا يتجاوز دقيقة واحدة، حسم فيه أولى الأولويات في حياة الإنسان، إذ افترض أن المرء أحياناً قد يحارً بين أولويّاته في الحياة ، وذكرها على النحو التالي:
الأولويات الخمس
- الروح: السلام الروحي والعلاقة والتواصل مع الخالق.
- الصحة: سواءً الصحة البدنية أو النفسية.
- العمل: مصدر الرزق والعيش ومحطة تنافس وإبداع قد تتبدّل كل فترة.
- العائلة: الشريك والأطفال والآباء عموماً.
- الأصدقاء: القلة المقرّبة التي يأنس لها الإنسان ويروح عن نفسه بالتشارك معها في الرحلات والأنشطة والتفاصيل الحياتية.
فأوجز خطابه باعتبار كل من الروح، الصحة، العائلة، الأصدقاء، كرات زجاجية، على حين اعتبار العمل فقط كرة مطاطية، فإن قذفت الكرة ستعود بالتأكيد وتقفز وتجد طريقة لترتدّ إليك، أما تلك الكرات الزجاجية فمحالٌ أن تقذفها دون أن تنكسر وتتهشم فتصعب استعادتها أو رجوعها لسابق عهدها.
فالمغزى من خطاب براين دايسن:
ضرورة عدم اختزال الحياة فقط بالعمل، وإهمال الجوانب الأخرى الأساسية في الحياة، ففرص العمل بالتأكيد مهمة لاستمرار الحياة، لكنّها مجرد جزء من كل، ولا يستعاضُ بها عن الأولويات الأربع، فهي قابلة للتغيير والترك والتعويض، مهما كانت المرحلة أو الفئة العمرية، والحالة الثقافية والعلمية.
اقرأ أيضاً في لحن الحياة
أطيب طريقة لطبخ المعكرونة وصفة كرات المكرونة الإيطالية
خمسينية الشتاء والسعودات وسبب تسمياتها الشعبية
ما هي البرامج الضارة أو الخبيثة وكيف تعمل و طرق الحماية منها ؟
أما الأم مثلاً فالإنسان لا يملك منها سوى واحدة لا تعوض ولا تستبدل أبداً، وكذلك حياة أسريّة واحدة يخوضها مع شريك واحد وأطفال مشتركين محال تغييرهم، وأي شرخ في هذه العلاقات أو التوازن الروحي أو الصحة النفسية أو البدنية أو الصحبة لا يمكن ترميمه أو العدول عنه.
لذا فإنّ من المفروض بالإنسان أن يرتّب أولوياته بأن يأخذ موضوع الكرات الخمس بعين الاعتبار، قبل الندم وفوات الأوان.