جميعنا نتفق على أنَّ الإحساس بالراحة و الهدوء و الاسترخاء هو الأفضل , ولكن ما الذي يجعلنا نشعر بالنشاط والكسل ؟ وهل للعوامل الوراثية علاقة بالموضوع ؟
بداية ما هي العوامل الوراثية ؟
كلُّ صفةٍ تظهر لدى الإنسان مسؤولٌ عن ظهورها ما يسمى بالجين Gene , وصفةٌ مع صفة ٍ يعطينا مجموعةً من الصفات التي تترسى على الDNA الخاصّ بكل شخص والذي يميزه عن غيره .
أي لون العيون Gene , لون البشرة Gene , حجم الأنف Gene , ولكن الغريب بالموضوع أن الكسل كصفة يُعبَّر عنه ب Gene ,
أي أن جيناتنا هي السبب الذي يجعلنا نشعر بالكسل أو النشاط .
علاقة الدوبامين Dopamin بالنشاط والكسل :
إنَّ ممارسة العادات اليومية و الأنشطة التي تشعرنا بالسعادة يعزز لدينا إنتاج الدوبامين في المخ , فالأكل والشرب والجنس و أي نشاط آخر نمارسه كلهم يتحكمون بنظام الدوبامين الدماغي .
كما أنَّ ممارسة نشاط بدني كالرياضة مثلاً , يؤثر بالتأكيد على تركيز الدوبامين في المخ , لكن ليس كل الناس لديهم حبّ للرياضة بالفطرة , فالجينات والصفات الوراثية التي نحملها لها دورٌ كبيرٌ بمعدّل حبّنا للرياضة .
دراسة تثبت علاقة الجينات بالنشاط و الكسل :
في دراسةٍ أجريت على مجموعتين من الفئران ,المجموعة الأولى استطاعت الوصول إلى 7 أميال في الجري من دون أي شعور بالتعب أو الإرهاق , بل ظلّوا متحفزين للجري أكثر .
بينما المجموعة الأخرى وصلت بالجري لمسافة 4 أميال فقط مع إحساس بالتعب و الإرهاق ولم يستطيعوا المتابعة لمسافة أكبر ومن دون أي حافز لممارسة الجري مرة أخرى .
فكان من الواضح أن الدافع إلى الجري والرياضة دافع بالفطرة أي دافع جيني , فالمجموعة التي استطاعت أن تصل لمسافة أطول دون تعب أو إرهاق كان لديهم نظام دوباميني دماغي أكبر من المجموعة الثانية , وكان لديهم حب فطري و غريزي للجري .
فال Gene المتحكم بالنشاط والكسل يكون منحكم بشكل أكبر بالنظام الدوباميني ويؤثر عليه بالسعادة عند ممارسة أي نشاط بدني .
أي كما يوجد أشخاص يشعرون بالسعادة عند تدخين السجائر , يوجد أشخاص آخرون يشعرون بالسعادة عند ممارسة الرياضة .
هل بإمكاننا التغلب على صفاتنا الوراثية ؟ أو التغلب على شعورنا بالنشاط أو الكسل ؟
بالطبع , بإمكاننا بكل بساطة التغلب على صفاتنا الوراثية , والمواظبة على ممارسة الرياضة بانتظام و باستمرار , والابتعاد عن الكسل وتنشيط حبنا للرياضة .
و عندها سوف يكافئنا دماغنا بإفراز دوبامين كافي تماماً مثل الشخص الذي يحبّ الرياضة بالفطرة , وعندها سوف تشعر بالسعادة و الإنجاز عند ممارسة الرياضة كل مرة .
إقرأ أيضاُ في لحن الحياة :
ممارسة الرياضة الصباحية أهميتها وفوائدها
فوائد ممارسة الرياضة قبل الإفطار حسب دراسة صحية حديثة
نصائح تساعدك لتبدأ يومك بنشاط بعيداً عن الكسل :
- ترك الستائر مفتوحة عند النوم : كي تدخل أشعة الشمس إلى الغرفة عند الصباح و هذا سوف يحفز المخ إلى الاستيقاظ بنشاط .
- التقليل من الكافئين : تناول كمية كبيرة من الكافئين يومياً يجعل الجسم يعاني من الصداع والإرهاق في الصباح لذلك من الأفضل الابتعاد عن المنبهات قدر المستطاع .
- تناول غذاء صحي متوازن: والابتعاد عن الوجبات الجاهزة الدسمة , التي تسبب الخمول والكسل .
- الإكثار من شرب الماء : ولا ننسى أهمية شرب كوب من الماء الدافئ عند الاستيقاظ على الريق .
- ممارسة التمارين الرياضية بصورة مستمرة : فالرياضة تعمل على تنشيط الدورة الدموية بالجسم .
- الحصولض على قسط كافي من النوم : فالنوم بشكل كافي ضروري للاستيقاظ في اليوم التالي بنشاط و القيام بمهامنا بشكل طبيعي .
- الاستحمام بماء بارد : الابتعاد عن الماء الساخن بالاستحمام لأنه يسبب شعور بالكسل و الرغبة بالنوم بينما الماء البارد يعمل على تنشيط الأوعية الدموية وبالتالي زيادة النشاط و الحيوية .
- التركيز على وجبة الإفطار : فهي مفتاح لامداد الجسم بالطاقو لكامل النهار .
- الابتعاد عن زيادة الوزن : فالسمنة هي المسبب الأول للكسل وعدم القدرة على الحركة والنشاط .