العقلنة كنمط سلوكي

عموماً، ثمّة حقيقة شائكة حول مصطلحين هما:

  1. العقلانية- intellectualization
  2. العقلنة- rationalization

بينما يعتمد المصطلحين على العقل ذاته إلّا أنّهما يختلفان في  التّوجّه.

في هذه السطور سنأتي على توضيح الفروقات بينهما بشكل موجز.

  • أولاً- العقلانية(intellectualization)

على اعتبار أنّ العقل هو أداة القيادة عند الإنسان، فالعقلانية هي الصّورة الأمثل للاستثمار والاستخدام الصحيح لهذه الأداة.

فهو يستخدم هذه الأداة وفقاً للعقلانية في الأمور التّالية:

  1. تفهم الآخرين.
  2. حلّ الاشكاليات والمشاكل التي تعترض الإنسان.
  3. الانخراط والتكيّف مع المجتمع.

كيف تطورت العقلانية عند الإنسان؟

كان الإنسان قد تعرّض لأزمات حاسمة وجوديّة في مختلف الأزمنة الّتي تواجد بها.

فقد كان معرّضاً للموت في أيّ مرحلة أو خطوة يخطوها.

ذلك ولّدَ عنده دافع لاستثمار عقله وإيجاد الحيل والحلول للنجاة، فتحوّل عقله من وضعية الخمول، إلى وضعية النّشاط.

العقلانيّة والقيم:

إنّها تتمثل بميل الإنسان لإيجاد أفكار جديدة وصياغة نهج جديد دائماً في التّعامل مع المتغيّرات.

فكحصيلة لهذه الخبرات تكوّنت القيم، والقواعد الاجتماعية السلوكية منها والفكرية والقانونية.

فهنا ظهر أثر العقل في سلوك الإنسان مميّزاً له عن سائر الكائنات الأخرى.

  • ثانياً- العقلنة(rationalization)

ثمّة مفاهيم مختلفة للعقلنة فمنها مثلاً استثمار ملكة العقل للتأثير في الآخر وفقاً لرغبات الشخص وتحوير الحقائق بجعلها مستساغة للعقل البشري.

وفي منحىً آخر يتمّ اللجوء للعقلنة كسلوك دفاعي نفسي، بالابتعاد عن المشاعر الطبيعيّة وترك التّعايش معها، وتحويلها لأفعال عقليّة.

على سبيل المثال:

عند تشخيص الشخص أو أحد أحبائه أو شريكه بمرض خطير كالسرطان مثلاً يميل الشخص هنا لإنكار المشاعر المتأتية له عقب التشخيص.

فيبدأ هنا بالبحث حول المرض والعلاجات والحلول المنطقيّة مع كبت مشاعر الحزن وتجاهلها ويأبى عيشها كإنسان طبيعي.

العقلنة والقمع العاطفي:

بالنّظر إلى الكبت الحاصل لمشاعر الإنسان الطبيعية في “العقلنة” ربّما ستلاحظ أوجه الشّبه بينها وبين القمع العاطفي.

  • القمع العاطفي( Emotional repression)

وهو استراتيجية نفسيّة مُدركة من قبل الشخص، يسعى بها إلى خنق وكبت أي انفعال سلبي.

لكن ليس بالتّوجّه للعمليات العقلية، إنّما بخلق مشاعر مضادّة إيجابية .

على سبيل المثال:

عند تعرّض الشخص للخيانة من قبل شريكه، سيقمع انفعاله السلبي، ويخلق شعوراً إيجابيّاً بالرّضا والتّقبل والتّحمل.

لكن كلاً من القمع العاطفي والعقلنة يودي بصاحبه إلى عواقب نفسية وجسدية جسيمة.

اقرأ أيضاً في لحن الحياة

فهم العقل الباطن والسيطرة عليه

ضرس العقل

ماهو العقل الباطن وكيف يعمل

عزيزة العبار
عزيزة العبار
المقالات: 91

تغمرنا السعادة برؤية تعليقاتكم .... اترك رد