السؤال أعاني من القولون العصبي، وقد صف لي الطبيب بعض الأدوية مضافاً إليها دواء الدوجماتيل، والذي تفاجأت بما كُتب في نشرته من أعراض جانبية، مثل اضطراب نظم القلب، ورعشة، وتحركات شاذة بما في ذلك حركات الوجه واللسان وغيرها، فخفت منه، وخفت أيضاً من أن يتسبب لي هذا بتشتت فكري، فأنا أعاني أصلاً من تشتت فكري، وخفت من أن يحدث لي الإدمان على هذا الدواء، هذا ما يخيفني أكثر.
فماذا أفعل؟ هل أتناوله أم لا؟
فإن عقار (دوجماتيل Dogmatil) أو ما يعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، هو من الأدوية الجيدة جدّاً والسليمة جدّاً، والآثار الجانبية التي ذكرت في نشرة هذا الدواء هي حقيقة يمكن أن تحدث، ولكن هذه الآثار الجانبية تحدث مع الجرعات الكبيرة والجرعات التي تتعدى ثمانمائة مليجرام في اليوم،
وهذه الجرعات الكبيرة تستعمل فقط في حالات مرض الفصام، حيث إن هذا الدواء من الأدوية المتعددة الاستعمالات، فهو يستعمل لعدة حالات نفسية وحالات ذهانية عقلية كما ذكرت، مثل الفصام مثلاً،
وبالنسبة للحالات النفسية، فأكثر الحالات التي يستعمل فيها هذا الدواء هي القلق النفسي، خاصة القلق النفسي المصحوب بأعراض جسدية، وقد وجد أن لهذا الدواء فعالية خاصة في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي خاصة القولون العصبي.
إذن: أؤكد لك بصورة علمية صادقة وصريحة أن هذه الأعراض الجانبية هي نادرة الحدوث، وتحدث مع الجرعات الكبيرة، وفي حالتك الجرعة المطلوبة هي ما بين خمسين إلى مائتين مليجرام في اليوم، وهذه الجرعة صغيرة جدّاً، ولن تحدث معها أي آثار جانبية، كالرجفة، أو الحركات اللاإرادية، أو اضطرابات في القلب وما شابه ذلك، فإن هذا لن يحدث لك مطلقاً.
والشيء الآخر أن هذا الدواء يتميز بأنه دواء غير إدماني وغير تعودي، وهو دواء سليم جدّاً.
أما بالنسبة لتشتيت التفكير فهو غالباً يكون ناتجاً من القلق النفسي، وفي هذه الحالة سوف يساعد هذا الدواء في علاج هذا التشتيت في التفكير، ويؤدي إلى تحسن التركيز إن شاء الله تعالى؛ لأن الـ (دوجماتيل Dogmatil) كما ذكرت لك معالج فعال للقلق، والقلق هو من المسببات الرئيسية لتشتت وتتطاير الأفكار، وعدم القدرة على التركيز.
إذن: أرجو الاطمئنان الكامل، وأرجو ألا تتعدى جرعة الـ (دوجماتيل Dogmatil) مائتين مليجرام في اليوم.
أنا لا أعرف الكيفية التي وصف الطبيب بها الدواء لك، ولكن الشيء المعتاد هو أن يتناوله الإنسان بمعدل كبسولة من فئة خمسين مليجرام مرة إلى ثلاث مرات في اليوم، فأرجو أن تطمئني تماماً من ذلك.
هنالك نقطة بسيطة أود أن أوضحها، وأرجو ألا تسبب لك أي إزعاج مطلقاً، فإن الـ (دوجماتيل Dogmatil) ربما يؤدي إلى ارتفاعٍ في هرمون يعرف باسم (هرمون الحليب البرولاكتين Prolactin)، فإن هذا من الهرمونات النسوية الضرورية، والتي تتحكم في الدورة الشهرية لدى النساء، وهذا الهرمون بالطبع لا يعمل لوحده على تنظيم الدورة الشهرية، بل هو جزء من منظومة هرمونية، ولكنه يعتبر من الهرمونات المهمة في هذه المنظومة.
الـ (دوجماتيل Dogmatil) في حالات نادرة وقليلة ولدى بعض النساء، ربما يؤدي إلى ارتفاع في هرمون (البرولاكتين Prolactin )، وهذا ربما يؤدي إلى عدم انتظام بسيط في الدورة الشهرية.
أقرا أيضا في موقع لحن الحياة
ما هو الأنزيم و الهرمون و ما الفرق بينهما؟
تناول الخضروات والفواكه يحمي من الجفاف في الصيف
ماذا يحدث لأجسامنا إذا أكلنا التِّين مع الزَّيتون؟
لا أتوقع أن يحدث ذلك لك، ولكن وددت أن ألفت نظرك لهذا العرض الجانبي، وإذا حدث لك شيء من هذا، فبالطبع يكون من الأفضل أن تتحدثي إلى طبيبك وتتوقفي عن الدواء، ولكن لا أريد أن أجعلك تقلقي نحو هذا العرض الجانبي، ولا أريد أن أسبب لك مشغوليات جديدة، فقط ذكرته من قبيل الاطلاع والمعرفة العلمية، وفي نفس الوقت أؤكد لك أن هذا العرض وهو ارتفاع هرمون (البرولاكتين Prolactin ) نادر الحدوث، ولا يحدث مع الجرعات الصغيرة في أغلب الأحيان.
وختاماً: أرجو أن تطمئني تماماً على سلامة الدواء، وأنه ليس بالإدماني، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية،
وبالله التوفيق.