ضمَّةُ القبرِ أوَّلُ ما يلاقيه الميتُ في عالم البرزخ ، وقد جاءت بإثباتها نصوص صريحة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها :
1- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ )
رواه أحمد (6/55 ،98) ، قال العراقي في ” تخريج الإحياء ” (5/259) : إسناده جيد . وقال الذهبي في ” السير ” (1/291) : إسناده قوي . وقال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” (1695) : ” وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح بلا ريب ” انتهى
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفي :
( هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ )
رواه النسائي في ” السنن ” (2055) (4/100) وسكت عنه ، وبوب عليه بقوله : ” ضمة القبر وضغطته “، وصححه الألباني في ” صحيح النسائي “.
3- عن أبي أيوب رضي الله عنه : أن صبيًا دُفنَ ، فقالَ صلى الله عليه وسلم :
( لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لَأَفْلَتَ هَذَا الصَبِيُّ ).
رواه الطبراني ” المعجم الكبير ” (4/121) وصحح الحافظ ابن حجر نحوه في ” المطالب العالية ” (13/44)، وصححه الهيثمي في ” مجمع الزوائد ” (3/47) ، والألباني في ” السلسلة الصحيحة ” (رقم/2164).
فضمة القبر ثبتت في الأحاديث الصحيحة عن نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وضمة القبر لا ينجو منها أحد كبيراً كان أو صغيراً، صالحاً أو طالحاً، وقد جاء في الأحاديث ما يدل على ذلك،
ولكنها تختلف باختلاف الناس؛ فالكافر، والفاجر، والمنافق، والشاكّ تشتد عليه حتى تختلف أضلاعه، وهي متفاوتة على المؤمنين بحسب أعمالهم؛ فتكون على المطيع كضمة الوالدة ولدها، وتشتد على العاصي بحسب عصيانه، كما جاء في بعض الآثار،
أقرا ايضا في موقع لحن الحياة
لماذا تضحى على حساب نفسك من أجل الأخرين
كيف تنظف ذاكره عضلاتك من الملفات السلبيه
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في لقاءات الباب المفتوح: ضمة الأرض للمؤمن، ضمة رحمة، وشفقة، كالأم تضم ولدها إلى صدرها.
أما ضمتها للكافر، فهي ضمة عذاب -والعياذ بالله-. انتهى.